Social

إعادة إعمار الإنسانية في غزة: مبادرة الأطراف الصناعية لحالات البتر

أطراف صناعية لـ غزة

مقدمة

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها غزة بسبب الحروب المتكررة والحصار الطويل، تبرز قضية إنسانية ملحة وهي حالات البتر التي يتعرض لها الآلاف من السكان، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن. تأتي مبادرة توفير الأطراف الصناعية كشريان حياة لهؤلاء الضحايا، ليس فقط لمساعدتهم على استعادة قدرتهم الحركية، ولكن أيضاً لإعادة الأمل والكرامة إليهم. وليكون التحدي الحقيقي هو اعمار الانسان قبل اعمار المكان.



جزء من حجم المعاناة الإنسانية في غزة

بتر الاطراف للاطفال في غزة

للأسف، لا تتوفر إحصاءات دقيقة وشاملة عن حالات البتر في غزة في الوقت الحالي (2025) بسبب صعوبة جمع البيانات في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة والحرب المستمرة. ومع ذلك، يمكن الرجوع إلى بعض التقديرات والتقارير الصادرة عن منظمات محلية ودولية، والتي توضح حجم الكارثة الإنسانية:

– وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة في غزة، فإن أعداد حالات بتر الأطراف ارتفعت إلى أكثر من 10 آلاف في مختلف محافظات القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وشملت أكثر من 4000 طفل.

– كشفت أحدث إحصائية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن عشرة أطفال على الأقل يفقدون أحد أطرافهم يوميًا في غزة جراء العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

– أعلنت الأمم المتحدة، أن قطاع غزة أصبح موطنا لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث.

– يشير أطباء وخبراء إلى أن الطبيعة الصعبة والقاسية للإصابات، تجعل إنقاذ الأنسجة والأوعية الدموية أمرا صعبا أو شبه مستحيل، وتتفاقم خطورة الإصابات بسبب نقص العلاج الطبي المتاح مثل المضادات الحيوية، ما يعني أن العدوى قد تصبح مميتة، في ظل عدم وجود فرق جراحية، وبالتالي غياب إمكانية إعادة بناء الأطراف بشكل صحيح.

– إضافة إلى التداعيات الصحية، لم يخضع مبتورو الأطراف لجلسات دعم نفسي أو تأهيل جسدي بحسب إفادة العديد منهم، ما يعيق تكيفهم مع واقعهم الجديد، ويجعلهم يتقوقعون داخل غرفهم أو خيام نزوحهم، ولا توجد خدمات تقدم لمبتوري الأطراف، سواء القدامى أو من بترت أطرافهم خلال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.

– الصليب الأحمر الدولي ذكر أن المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في الإمكانيات اللازمة لعلاج حالات البتر، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

– تعاني غزة من نقص شديد في مراكز تأهيل مبتوري الأطراف، حيث يوجد مركز واحد رئيسي للأطراف الصناعية في غزة (مركز الشفاء)، وهو غير قادر على تلبية الطلب المتزايد.

هذه كارثة إنسانية بمعني الكلمة والأرقام المذكورة والتي تزداد يوما بعد يوم هي حقا أرقام مفزعة وصادمة.


عدد المصابين وذويهم المتواجدين في مصر

مصر غزة

حتى منتصف عام 2024، تشير التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين المقيمين في مصر يتجاوز 100,000 شخص، معظمهم من سكان قطاع غزة الذين دخلوا البلاد بعد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. وفقًا لتقارير متعددة، فإن هؤلاء الفلسطينيين يعيشون في ظروف قانونية غير مستقرة، حيث لا يتمتعون بوضع لاجئ رسمي، مما يجعلهم عرضة للتهميش الاجتماعي والاقتصادي.

تنتشر الجالية الفلسطينية في مصر في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية، حيث يندمجون في المجتمع المحلي دون أن يعيشوا في تجمعات منعزلة. هذا الاندماج الاجتماعي والثقافي يجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق للفلسطينيين في البلاد.

من الجدير بالذكر أن السلطات المصرية، رغم رفضها الرسمي لقبول اللاجئين الفلسطينيين، سمحت بدخول أكثر من 100,000 فلسطيني إلى أراضيها خلال الأشهر الأولى من النزاع في غزة. ومع ذلك، فإن معظم هؤلاء الأفراد يفتقرون إلى الوضع القانوني المناسب، مما يحد من قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل.

في ظل هذه الظروف، تعمل منظمات المجتمع المدني والجهات الخيرية على تقديم الدعم والمساعدة لهؤلاء الفلسطينيين، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، وتحتاج إلى جهود دولية ومحلية متضافرة لضمان حياة كريمة لهم.


أولوية العلاج وتركيب الأطراف الصناعية للمصابين

يجب ان تتضافر جهودنا جميعا في تحمل المسؤولية لتخفيف بعض من المعاناة التي تشق على أهلنا في غزة، يجب أن نقوم بواجبنا من دول، وهيئات، ومؤسسات، وأفراد.

وبالفعل شاركت مؤسسة الفضل ميديكال مع بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية في تركيب أطراف صناعية لأهلنا في غزة.

برغم الألم الذي اعتصر قلوبنا جميعا بسبب المعاناة الرهيبة والقصص المؤلمة التي سمعناها من المصابين الا اننا شعرنا بسعادة بالغة بعد رؤية الامل في عيونهم بعد تركيب الأطراف الصناعية لهم.

لا تحرموا أنفسكم من المشاركة في هذا العمل العظيم.


مبادرة الأطراف الصناعية لإعادة إعمار الإنسانية لأهل غزة

أطراف صناعية لـ غزة

الهدف من المبادرة:

1- محاولة لضم جميع الجهود المبذولة سواء من الافراد أو المؤسسات وتوحيد هذه الجهود في عمل كبير وضخم يعود بالنفع علي أكبر عدد ممكن من أهلنا في غزة.

2- احياء الإنسانية في قلوبنا مرة أخري من خلال عمل إيجابي كبير وضخم بدل من شعورنا بالعجز والاكتفاء بالتضامن السلبي وليس الإيجابي.

3- الوصول لأكبر عدد ممكن في جميع محافظات مصر لمصابي الحرب من أهلنا في غزة.

4- تركيب الأطراف الصناعية بمختلف أنواعها وامكانياتها (طرف صناعي تحت الركبة – طرف صناعي فوق الركبة – طرف صناعي لليد …..) لأكبر عدد ممكن لأهلنا في غزة.

الخطوات العملية:

1- جمع المعلومات للوصول الي المصابين.

2- التواصل مع المؤسسات الكبيرة والمعنية في هذا الشأن.

3- استخدام قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة لتوصيل الفكرة لأكبر عدد ممكن.

التنفيذ:

بفضل الله قمنا بالفعل بتنفيذ حالات مختلفة وتركيب أطراف صناعية للمصابين.

نشر الوعي والمعلومات عن الأطراف الصناعية وأنواعها من خلال قنواتنا المختلفة.

الدعوة عامة للمشاركة سواء بالأفكار أو الأفعال.


الخاتمة: معركة ضد النسيان 

تركيب الأطراف الصناعية لأهنا في غزة لم يعد مجرد مسألة طبية، بل تحول إلى قضية إنسانية عاجلة تتطلب تحركاً غير مسبوق. كل يوم تمر دون حل يعني المزيد من التدهور الصحي والنفسي لضحايا لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون على أرض تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.

مبادرة توفير الأطراف الصناعية في غزة ليست مجرد مشروع طبي، بل هي إعادة لإعمار الإنسانية في أرض مزقتها الحروب. إن دعم هذه الجهود يتطلب تعاوناً جاداً لتذليل العقبات وتوفير الحياة الكريمة لضحايا البتر. فكل طرف صناعي ليس مجرد قطعة بلاستيكية أو معدنية، بل هو بصمة أمل وإعادة بناء لمستقبل أفضل.


مواضيع مرتبطة:

– صناعة الأطراف الصناعية في بلادنا العربية

– حقوق ذوي الهمم ودور المجتمع والمؤسسات

– أفضل طرف صناعي


المصادر:

– وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينيبة

– وزارة الصحة الفلسطينية

– المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

– موسوعة المخيمات الفلسطينية – الفلسطينيون في مصر