“أنا الطرف الصناعي، لست من لحم ودم، بل من معدن وأمل.
حين فقدتَ جزءًا منك، وجدتَ فيّ امتدادًا لحلم لم ينتهِ.
أنا لا أشعر، لكنني أتحرك بإرادتك.
لا أنزف، لكنني كنت نتيجة لألم عميق.
أنا لست بديلًا كاملًا، لكنني جسر بين ما كان وما يمكن أن يكون.
حين تمشي بي، تركض بي، تكتب أو تَحضن من تحب،
أشعر — إن جاز لي الشعور — أنني حيّ بك،
فشكرًا لأنك لم تستسلم.”
لكل شيء بداية
تعرض فؤاد لحادث فقد فيه أحد أطرافه، وبعد معاناة الإجراءات الطبية والعمليات الجراحية شعر فؤاد ببعض الإحباط لما تعرض له، وأنه من الصعب العودة الي حياته السابقة، فقد أصبح أسير إعاقته … كان هذا هو شعور فؤاد في البداية.
خطوة جديدة
أصبح فؤاد قليل التحدث كثير التفكير في وضعه الحالي، يشغله البحث في الانترنت على الأطراف الصناعية وأنواعها والأفضل منها والاهم هو المراكز المتخصصة المعتمدة والموثوقة.
بالفعل قام فؤاد بتركيب الطرف الصناعي الجديد وكل خطوة في إجراءات تركيب الطرف الصناعي بداية من أخذ المقاسات وحتى بداية الاستخدام كان هناك شعور متضارب بين الحسرة والامل … كيف كنت وكيف أصبحت؟ هل فعلا كما يخبرونني بأنني سوف أعود لممارسة حياتي الطبيعية؟ أسئلة كثيرة ومشاعر غير مستقرة حتى حدث شيء غير اعتيادي؟!!
صديق جديد
لماذا لا تثق بي، بل لماذا لا تثق بنفسك؟ … كان هذا السؤال بصوت معدني يخرج من الطرف الصناعي
من أنت؟ … قال فؤاد
قال الطرف الصناعي: أنا طرفك الصناعي رفيق دربك الجديد، ولا تسألني كيف أتحدث، عليك الاستفادة من هذا الحدث لتسألني كيفما تشاء وانا سوف اجيبك.
لماذا أجد صعوبة في الحركة ولماذا احتاج الي هذه العكاكيز؟ … سأل فؤاد
قال الطرف الصناعي: انت الان قلق ومتوتر ولا تثق بي حتى الان وهذا طبيعي في بداية الأمر، بعد التدرب والممارسة ستتحسن خطواتك وستستعيد الثقة بنفسك وبي وستجد خطواتك أكثر ثباتا واعتمادك على العكاكيز سيقل.
متي سيحدث ذلك وهل سيحدث فعلا؟ … سال فؤاد
قال الطرف الصناعي: بالطبع سيحدث، ولكن لا يوجد مدة محددة أخبرك بها، إذا أردت أن يحدث ذلك سريعا عليك بالتدريب والالتزام بالتعليمات وستجد الامر أسهل مما تتوقع. لا تظن أن الامر مرتبط بي وحدي سواء من حيث جودة تصنيعي أو زيادة امكانياتي، بل مرتبط بك أيضا، فأنت من تحركني كما أنا أحركك. (ضحك الطرف الصناعي وقال) لست فيلسوفا، ولكن هذه هي الحقيقة.
بدل من هذه الفلسفة أخبرني عن ماذا يمكنك أن تقدمه لي؟ … قال فؤاد
قال الطرف الصناعي: أنا أستمد امكانياتي من مصدرين… المصدر الأول هو أنت نعم فأنا استمد امكانياتي من امكانياتك الحركية، فكلما كانت صحتك جيدة ومعنوياتك مرتفعة كلما استفدت مني أقصي استفادة. والمصدر الثاني فهو من المواصفات الفنية التي اخترتها مع من قام بتصنيعي والتزامك بالتعليمات التي أخبرك بها أثناء التدريب على استخدامي.
أنا لست مجرد قطعة معدنية، أنا امتداد لإرادتك. قد لا أكون قدمك الطبيعية، لكني أعدك بأن أكون شريكك الأوفى في كل خطوة. هيا بنا نصنع معا حياة جديدة.
ها قد عدت للفلسفة مرة أخري … قال فؤاد ثم سأل: لماذا انت ثقيل؟
قال الطرف الصناعي: أنا لست ثقيلا، ولكنك فقط لم تعتاد على استخدامي، بعد فترة سيختفي شعورك بأنني ثقيل.
لماذا أسعار الأطراف الصناعية متباينة؟ وهل سأحتاج الي تغييرك كل فترة؟ … سأل فؤاد
أجاب الطرف الصناعي: أسعار الأطراف الصناعية تختلف باختلاف مواصفاتها الفنية وامكانياتها، عليك فقط تحري الدقة في اختيار مركز أطراف صناعية موثوق ولديه كفاءة عالية ويقدم لك خامات جيدة وخدمة التدريب الصيانة وخدمة ما بعد البيع.
العمر الافتراضي للطرف الصناعي ليس ثابتا، يتغير حسب الاستخدام والعناية الجيدة به وكذلك متابعة الصيانة كل فترة للحفاظ عليه قدر المستطاع. ولكن يجب عليك السؤال عن الضمان من مركز الأطراف الصناعية الخاص بك.
قلت إنه يجب الحفاظ على الطرف الصناعي وعمل صيانة كل فترة! كيف يمكنني فعل ذلك؟ … سأل فؤاد
أجاب الطرف الصناعي:
– يجب عليك الاهتمام بنظافتي بشكل مستمر خاصة الجزء الذي يلامس البتر وكذلك تنظيف البتر يوميا لتجنب الالتهابات نتيجة تراكم العرق.
– إذا وجدت خلل ما أثناء الحركة أو سمعت أصوات لم تكن تسمعها من قبل يجب عليك التوجه الي مركز الاطراف الصناعية للفحص والصيانة ولا تتركني دون اصلاح فتصبح المشكلة أكثر تعقيدا.
– الماء هو من الأسباب الرئيسية لتقليل عمري الافتراضي، تجنب الماء قدر المستطاع.
– أسأل المتخصص على كيفية العناية بطرفك الصناعي والتزم بالتعليمات.
شعر فؤاد ببعض الألم أثناء الحركة وسأل لماذا أشعر بالألم أحيانا؟
انا شيء جديد عليك وعلى جسمك، أثناء الوقوف أو الحركة يوجد أماكن تسمي بمناطق التحميل، جسمك لم يعتاد عليها قبل استخدامك للطرف الصناعي، فمن الطبيعي أن تشعر ببعض الألم من حين الى اخر لبعض الوقت فقط حتى تعتاد على استخدامي. ولكن إذا ازداد الألم فلا تتردد في الذهاب الي مركز الأطراف الصناعية لعلاج هذا الامر خاصة إذا كان الألم غير محتمل.
هل يمكنني صعود الدرج وهل يمكنني ممارسة الرياضة كالجري مثلا أم ان امكانياتك محدودة ولا يمكنك مساعدتي الا في المشي فقط؟ … سأل فؤاد
بالطبع يمكنك صعود الدرج أما بخصوص الجري فهذا يعتمد على عدة عوامل أهمها هي استعدادك النفسي والبدني وأهمها أيضا هو المواصفات الفنية التي أخترتها.
هل تنصحني بشيء اخر؟ … سأل فؤاد
ابتسم الطرف الصناعي وقال: من الواضح انني نجحت في اكتساب ثقتك. اليك بعض النصائح والتي اتمني عزيزي فؤاد ان تفيدك:
“أنا الطرف الصناعي، وُجدت لأساعدك، لا لأكون عبئًا عليك.
أحتاج إلى عنايتك كما تحتاج إلى دعمي.
نظّفني بانتظام، وتفقّدني من وقت لآخر.
تأكّد من أنني مُثبت جيدًا، وأن لا شيء يؤذي بشرتك من تحتي.
عندما تشعر بأي ألم أو تغيّر في الاستخدام، أخبر المختص فورًا.
أنا هنا لأمنحك حركة، واستقلالية، وثقة،
لكن رعايتك لي هي ما يجعلني أعمل بكفاءة.
تذكّر، أنا أداة بين يديك، لكنك أنت البطل الحقيقي.”
قال فؤاد: أشكرك كثيرا فحديثي معك أفادني كثيرا وأعطاني بعض الثقة والامل، أنا متحمس جدا للتدريب على استخدامك. ولكن … ولكن لماذا يبدو لي أن شكلك الخارجي ولونك ليس مناسب مع لون بشرتي؟
؟
؟
لماذا لا تجيب!!!
!
!
أنا أحدثك، لماذا لا ترد؟؟؟؟
…………………………